( عــنــتــــــــــــره)
(حكّــــــم سُيُـوفَـــــــــــك فــي رقــابِ العُــــــذَّل )
حكّم سُيُوفَك في رقابِ العُذَّل
و إذا نزلت بدرا ذلِّ فارحل
و إذا بُليتَ بظالمٍ كُن ظالماً
و إذا لقيت ذوي الجهالةِ فاجهل
و إذا الجبانُ نهاك يومَ كريهةٍ
خوفاً عليكَ من ازدِحام الجَحفل
فاعص مَقالتُه ولا تحفِل بها
و اقدم إذا حقَّ اللقا في الأوّل
و اختَر لنِفسكَ منزلاً تَعلو بِه
أو مُت كيماً تحت ظِل القسطَل
فالموتُ لايُنجيكَ من آفاته
حِصنٌ و لو شَيَّدته بالجندل
موتُ الفتى في عزَّة خيرٌ له
من أن يبيتَ أسيرَ طَرفٍ أكحل
إن كنتُ في عَددِ العبيدِ فِهِمتَّي
فوق الثُّريَا و السِّماكِ الأعزل
أو أنكرَت فُرسانُ عبس نِسبتي
فسِنان رُمحي و الحسَامُ يُقِرُّ لي
و بذابلي و مهَنَّدي نِلتُ العُلا
لا بالقرابة و العَديد الأجزل
و رميتُ مُهري في العَجاج فخاضه
و النارُ تقدحُ من شِفار الأنصُل
خاض العجاجَ محجّلا حتى إذا
شَهِدَ الوقيعة عاد غيرَ محجَّل
و لقد نَكبتُ بني حُريقَةَ نكبةً
لمَّا طعنتُ صميمَ قلب الأخيل
و قتلت فارسَهُم ربيعةَ عَنوَةً
و الهيذُبان و جابرَ بنَ مهلهل
و ابنَى ربيعة و الحَريشَ و مالِكا
و الزِّبرقان غَدا طريحَ الجَندل
و أنا ابنُ سوداءِ الجبين كأنها
ضَبُعٌ ترَعرع في رُسُوم المنزل
الساقُ منها مِثلُ نَعامةٍ
الشعر منها مِثلُ حبِّ الفُلفُل
و الثَّغر مِن تحت اللِّثام كأنَّه
بَرقٌ تلألأَ في الظلام المُسدَل
يا نازلين على الحِمَى و ديارِه
هلاَّ رأيتم في الدِّيار تَقلقُلي
قد طال عِزُّكم و ذُلِّي في الهوى
و مِن العجائبِ عزُّكم و تذَلُّلي
لا تَسقني ما الحياةِ بذِلَّةٍ
بل فاسقني بالعِزِّ كأس الحنظل
ماءُ الحياةِ بذلَّةٍ كجهنم
و جهنمٌ بالعِز أطيَبُ منزل